الخميس، 09 مايو 2024

04:54 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

الصحفى الفلسطيني عامر أبو عمرو مرافق حمزة الدحدوح: كنا فى تغطية بخان يونس والاحتلال استهدف الصحفيين بشكل مباشر

الصحفى الفلسطيني "عامر أبو عمرو"

الصحفى الفلسطيني "عامر أبو عمرو"

حوار / أحمد محمود

جريمة كبرى استيقظت عليها الجماعة الصحفية ليست على الصحفيين الفلسطينيين فقط، بل على مستوى الجماعة الصحفية حول العالم، باستشهاد اثنين من الصحفيين بقصف مباشر على سيارتهما وهما حمزة الدحدوح، نجل الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، ومصطفى الثريا، بجانب إصابة عدد من الصحفيين المرافقين لهما، تلك الجريمة التي أثارت ردود أفعال عربية واسعة، في ظل تعمد الاحتلال استهداف الصحفيين في قطاع غزة، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع.

تواصلنا مع أحد الصحفيين الذين رافقوا "حمزة الدحدوح" قبل استشهاده وخلال واقعة استشهاده، والذي أصيب في الاستهداف وهو الصحفى الفلسطيني عامر أبو عمر المراسل بقناة فلسطين، اليوم الذي كشف لنا خلال الحوار تفاصيل استهداف الاحتلال من خلال طائرة بدون طيارة، لسيارة الصحفيين الذين كانوا يجرون تغطية صحفية في خان يونس، وإلى نص الحوار..

احك لنا ما حدث من استهداف الاحتلال لكم وأدى لاستشهاد حمزة الدحدوح ومصطفى الثريا وإصابة عدد من الصحفيين؟
ربنا نجانى أنا والزميل أحمد البرش من استهداف من طائرات حربية إسرائيلية وارتقاء الزملاء الأعزاء حمزة الدحدوح نجل الصحفى الفلسطيني وائل الدحدوح، ومصطفى الثريا، وما حدث اليوم هو تقريبا استهداف مباشر من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية.

أين كنتم خلال استهداف الاحتلال لسيارتكما؟ 
في البداية.. كنا ذاهبين لإعداد تقرير عن مجزرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق عائلة "أبو النجا" جنوب مدينة خان يونس، وبالفعل توجهنا للمنزل المستهدف، حيث إن المنزل تم استهدافه بالأمس في الساعة 9 مساء وكان هناك 30 شهيدا من هذه العائلة، وجميع من في المنزل استشهدوا وكانوا ما زالوا تحت الأنقاض، وفي صباح اليوم التالى ذهبنا إلى المنزل لإعداد تقرير حول المنزل واستهدافه لصالح قناة فلسطين اليوم، كنت أنا والزميل أحمد البرش وهو مراسل القناة.

وماذا حدث بعد ذلك وكيف التقيتم بحمزة الدحدوح وزميله مصطفى الثريا؟
ما حدث بعد الانتهاء من تصوير التقرير وبعد المغادرة التقينا بالزميل حمزة الدحدوح والزميل مصطفى وباقى الزملاء في هذه المجموعة التي تصادف تواجدها في هذا المكان مع وجودنا ولم نكن في طاقم واحد ولكن اللقاء كان مصادفة.

هل هنا حدث الاستهداف الإسرائيلي لكم؟

بعد الانتهاء من إعداد التقرير استوقفت زميلى مصطفى الثريا لأننى كنت بصدد إعداد تقرير لغد عن طائرة الدرون كى نظهر حجم النازحين في مدينة رفح، واستوقفت مصطفى وكان معه الزميل حمزة وخلال قيامي بحفظ رقم هاتفه سقط صاروخ مباشرة بجوارنا، حيث كان بجوارنا بمسافة ما يقارب 10 أمتار، والذي يمكن اعتباره صاروخ استطلاع أو تحذير.
هل هذا سبب إصابتك؟
نعم سقط الصاروخ وأصيبت بشظايا سطحية وأصيب زميلى أحمد البرش المراسل.

وهل أصيب حينها حمزة الدحدوح ومصطفى الثريا؟
لا.. وقت الاستهداف تفرقنا على الفور وكل منا أخذ الحيطة والحذر والأماكن الآمنة حتى لا يكون هناك قصف آخر للمكان الذي استهدفنا من خلاله، وبعد الاستهداف الأول أنا زميلى أحمد البرش وزميل آخر كان يعمل سائقا، حيث كان لدينا سيارة خاصة بنا والزملاء الذين استشهدوا كانوا يمتلكون سيارة خاصة بهم وغادرنا المكان، وعندما تم استهدافنا كانت هناك سيارات إسعاف ورجال الدفاع المدنى ورجال الأطقم الطبية ينتشلون الجثث من المنزل الذي تم استهدافه مساء أمس، وهم الذين أدخلونا داخل سيارة الإسعاف وانطلقنا مسرعين نحو مستشفى يوسف النجار لتلقى العلاج وانطلقنا بسيارة الإسعاف والزملاء الآخرين حمزة الدحدوح ومصطفى الثريا قادوا سيارتهم وانطلقوا مسرعين خلفنا.

لماذا؟
لأنهم في هذه اللحظة كانوا يريدون أخذ أماكن آمنة للخروج من المكان المستهدف الذي تم استهدفنا فيه وانطلقا سريعا خلف سيارة الإسعاف التي كنا نتواجد فيها.

وكيف جاء الاستهداف الثاني الذي أدى لاستشهاد حمزة الدحدوح ومصطفى الثريا؟
في منتصف الطريق بين المكان المستهدف ومستشفى يوسف النجار تم استهداف سيارة حمزة الدحدوح ومصطفى الثريا بشكل مباشر والصاروخ سقط على السيارة مباشرة، وتوقفت بعدها سيارة الإسعاف وخرج المسعفون في هذه اللحظة وتضررت سيارة الإسعاف كثيرا ولم نتمكن من فتح باب السيارة كى نهرب أنا وزميلى أحمد البرش، وهناك جثتان من الشهداء الذين تم إخراجهما من المنزل المستهدف كانا في سيارة الإسعاف أيضا وكنا نجلس بجوار الجثمانين.

هل خرجت من سيارة الإسعاف؟
لم نتمكن من الخروج من سيارة الإسعاف وحاولنا كسر الزجاج الخاص بالسيارة ولم نستطع، ولكن على الفور المارة جاءوا إلينا وفتحوا الباب من الخارج ونزلت من السيارة وكنت في حالة ذهول وهلع مما حدث معنا، وحاولت أن أقوم بإخراج الزميل أحمد البرش من سيارة الإسعاف حتى نتفرق أكثر، لأنى أيقنت أن الاستهداف الإسرائيلي هو استهداف مباشرة لجموع الصحفيين.

لماذا ترى أن هذا القصف كان متعمدا للصحفيين المتواجدين في المكان؟
لأن الاحتلال أصر على استهداف سيارة الزملاء خلفنا وترددت لى أننا في لحظة من اللحظات سنكون هدفا للصواريخ الإسرائيلية ولكن الزميل أحمد البرش كان يتألم كثيرا من إصابته ولم يتمكن من الخروج من سيارة الإسعاف فبقيت بجواره في السيارة، ووثقت كل ما حدث معنا بكاميرا الهاتف.

هل رأيت جثث الشهداء الصحفيين الذين تم استهدافهم خلفكم؟
بعد اطمئنانى عن زميلى أحمد البرش والمسعفين الذين كانوا معنا، فنظرت إلى الخلف فوجدت السيارة التي كان يستقلها زملائى الشهداء، وحاولت أن أتقدم للسيارة وأتعرف عليهم لكن كنا في لحظة من اللحظات المرعبة ونأخذ الحيطة والحذر من جميع النواحى، كوننا صحفيين ولدى إدراك أن هناك استهدافا لجميع الصحفيين، فبعد لحظة استهداف سيارة حمزة الدحدوح ومصطفى الثريا أخذت قرارا بضرورة مغادرة المكان وتأمين أنفسنا، وانطلقنا سريعا ووصلنا مستشفى يوسف النجار وبعد لحظات قليلة جاءت سيارات الإسعاف محملة بالزميلين حمزة الدحدوح نجل وائل الدحدوح والزميل مصطفى الثريا.

وما مصير باقى الزملاء الذين كانوا يتواجدون في سيارة حمزة الدحدوح ومصطفى الثريا؟

باقى الزملاء الذين تواجدوا في سيارة حمزة الدحدوح كانت إصاباتهم خطيرة للغاية وبعضهم فقد يده اليمنى والبعض الآخر تعرض لتشوهات كبيرة في فكه ووجهه، وبعضهم فقد نصف جلد وجهه الأيسر، بينهم شقيق الزميل مصطفى الثريا.